لا تكاد تجد في الصحف البريطانية السبت ما يشير لأخبار مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير، والتي تصدرت الأنباء في وسائل الإعلام على مدى اليومين الماضيين.
وفي الحقيقة ليس هناك الكثير من الأنباء أو التحليلات التي تتناول قضايا الشرق الأوسط، إلا أن صحيفة الجارديان انفردت بنشر تفاصيل عن تقرير سري تقول إنه قدم للإتحاد الأوروبي حول الممارسات الإسرائيلية في القدس الشرقية وما يرى الاتحاد من مخاطر تنطوي عليها هذه الممارسات.
فتحت عنوان "الاتحاد الأوروبي: إسرائيل تضم القدس الشرقية" تقول الصحيفة إنها اطلعت على تقرير سري للاتحاد الأوروبي يتهم الحكومة الإسرائيلية باستخدام وسائل كتوسيع المستوطنات وهدم المنازل وسياسات الإسكان التمييزية والجدار العازل في الضفة الغربية كأداة في سعيها الحثيث "لتنفيذ خطة الضم غير القانوني للقدس الشرقية".
وتنقل الصحيفة عن الوثيقة الصادرة في منتصف كانون الأول/ديسمبر العام الماضي تحت اسم "تقرير رؤساء البعثات للإتحاد الأوروبي" قولها إن إسرائيل قد سارعت في خططها إزاء القدس الشرقية، وهي تقوض مصداقية السلطة الفلسطينية وتضعف الدعم لمحادثات السلام.
وتقول الجارديان إن الوثيقة تدرك القلق المشروع لإسرائيل إزاء الأوضاع الأمنية، إلا أنها تضيف أن "كثيرا من أنشطتها غير القانونية في المدينة وحولها مؤخرا ليس لها مبررات أمنية على الإطلاق".
وتحكي الوثيقة ـ وفقا للصحيفة ـ عن "الحقائق التي تخلقها إسرائيل على الأرض" والتي تشمل بناء مستوطنات جديدة وإنشاء الجدار العازل وانتهاج سياسات إسكان تمييزية وهدم المنازل والنظام المتشدد لإصدار تصاريح البناء واستمرار إغلاق المؤسسات الفلسطينية، وتقول إن هذه الحقائق تعزز الوجود اليهودي الإسرائيلي في القدس الشرقية وتضعف السكان الفلسطينيين في المدينة وتعيق التنمية الفلسطينية في المدينة وتفصل القدس الشرقية عن بقية الضفة الغربية.
وتقول الجارديان إن الوثيقة تظهر في وقت ينتشر فيه القلق إزاء السياسات الإسرائيلية في القدس الشرقية حيث هدمت إسرائيل مؤخرا منزلين في ضاحية سلوان قبيل وصول وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إليها.
ويقول الكاتب إن الوثيقة تذهب إلى حد اعتبار هدم البيوت "غير قانوني" وفقا للقوانين الدولية ولا يخدم أي غرض، وله عواقب إنسانية وخيمة، ويغذي المرارة والتطرف.
كما تضيف الوثيقة أنه رغم أن الفلسطينيين شرقي المدينة يشكلون ثلث سكان المدينة إلا أن البلدية لا تنفق أكثر من 5ـ10% من ميزانيتها على مناطقهم مما يجعل الخدمات والبنية التحتية فيها فقيرة.
كذلك تقول الوثيقة إن إسرائيل لا تصدر أكثر من 200 ترخيص للبناء سنويا ولا تخصص أكثر من 12% من القدس الشرقية لأغراض االسكن وبالتالي فكثير من المنازل مبنية بدون تراخيص إسرائيلية هدم منها نحو 400 منزل منذ عام 2004 وهناك أمر هدم لنحو ألف منزل لم تنفذ بعد.
وتشير الصحيفة إلى أن الاتحد الأوروبي يشير في تقريره إلى أن الاستيطان في شرقي المدينة يتم بتسارع كبير، وإنه منذ بدء محادثات أنابوليس للسلام في أواخر عام 2007 تم تقديم طلبات لبناء نحو 55 ألف وحدة سكنية في مستوطنات جديدة تم ترخيص لثلاثين الفا منها حتى الآن، وإن هناك الآن نحو 470 ألف مستوطن في المناطق المحتلة بمن فيهم 190 ألفا في القدس الشرقية.
وتقول الجارديان إن الاتحاد الأوروبي أعرب في الوثيقة عن قلقه بشكل خاص إزاء الاستيطان داخل المدينة القديمة حيث هناك خطط لبناء مستوطنة جديدة تضم 35 وحدة سكنية في المنطقة الإسلامية بالإضافة إلى خطط توسعية في سلوان عند سور المدينة القديمة. بالبريد