جليسة الاطفال

اقتربت الساعه من الواحدة ظهرا عندما رن جرس الهاتف. كعادتى لم أهتم بأن أرد عليه فقد اعتدت الا اقحم نفسى فى خصوصيات الأسر التى أذهب اليها لرعاية أطفالها ولعل هذا كان السبب الرئيسى فى الأستمرار فى عملى.
أجاب جهاز الأستقبال الذاتى (الأنسر ماشين) وسمعت بالمصادفه البحته المكالمة: كان صوت رجل وكان يبدو من صوته الأرهاق قال
أزيك يا هاله، انا محمد... لو سمحتى ردى عليا انا عايز اسمع صوتك ... ممكن تكون آخر مرة اطلب منك الطلب ده... انا دلوقتى رايح اعمل عمليه هى مش كبيرة بس فى احتمال انى مطلعش منها ... انا عايزك جنبى... برضه مش عايزة تردى.
خلاص ربنا معاكى)

كنت اعرف ان محمد هو الأخ الأكبر صاحبة المنزل وانها ترفض ان تحدثه رغم العدد الكثير من المكالمات التى كان يتركها على جهاز الأنسر ماشبن والتى اسمعها عند وصول هاله للمنزل وعندما اهم بالانصراف واجد منها صد شديد له.
ولأننى لا اهتم بخصوصيات الأسر فلم اعر المكالمه اى اهتمام. وانصرفت اتابع عملى. وبعد حوالى ساعتين رن هاتفى المحمول كان صاحب المنزل يخبرنى بأن أخبر زوجته هاله عندما تعود بأن أخيها فى المستشفى الأن يجرى عمليه وانها حاول الأتصال بها عده مرات ولكن هاتفها مغلق

عادت سيدة المنزل وأخبرتها بكل ما قاله زوجها فنزلت مسرعه وعلى وجهها لهفه لم أرها من قبل وتعجبت كيف انها لم ترد عليه طيله تلك الفترة. وأضطررت للجلوس بالطفل.
وفى المساء عاد للمنزل الزوجين وكانت هالة منهارة تماما. تبكى بكاءا شديدا. كان من الواضح ان اخيها توفى فى تلك العمليه الجراحية.


جلس الزوجان وبدأ الزوج فى تشغيل جهاز الاستقبال الذاتى الخاص بالهاتف وما إن سمعت صوت أخيها حتى زادت فى الأنهيار وبدأت تتكلم بجمل مازالت ثؤثر فى حتى الأن
كان نفسه يشوفنى وانا اللى مرضتش. كنت بحس بيه بيجيلى ويشوفنى من بعيد
دلوقتى انا اللى عايزة اشوفه ومهما عملت مش هقدر

هو غلط واعتذرلى .. كان هيعمل ايه اكتر من انه يعتذر

اكيد لو كان مكانى كان هيسامحنى


استأذنت من الزوج لمغادرة المنزل وقد بكيت لحالها أكثر مما بكيت على أخيها
ليتنى اخبرتها منذ عرفت بخصامها مع أخيها بأن اكثر ما ميز الله به الانسان قدرته على التسامح

تعجبت
كيف تكون اهم شيء فى حياة انسان يحبك وتستطيع ان تترك حياته تنهار لأنك تركتها