وأضاف: "نشعر بأن مستوى التهديد على المسجد القدسي، بمعنى تنفيذ عملية من قبل يهود متشددين ومتطرفين، قد ارتفع في الأشهر الأخيرة وفي الأسابيع الأخيرة على وجه الخصوص، أكثر من أي وقت في السابق، وذلك من أجل تغيير المجريات السياسية".
وتابع هنغبي يقول: "هناك خطر بوجود من يرغب في استغلال المكان الأكثر حساسية والأكثر قدسية للمسلمين لتنفيذ عملية معادية أو المس بالموقع نفسه، بالمسجد أو بالمصلين، أملاًَ بأن يؤدي ذلك إلى سلسلة أحداث وردود فعل متعاقبة على المستوى العالمي وخلق حرب شاملة من شأنها أن تقود إلى تقويض العملية السياسية (خطة الانفصال). لدينا إثباتات تؤكد مخاوفنا، أي هناك نيات حقيقية تنتقل إلى الصعيد التنفيذي وليست أفكارًا فقط".
وأضاف هنغبي أيضا : " إن المعلومات المتوفرة لدى أجهزة الأمن الصهيوني والشابك تشير إلى تعاظم استعداد اليمين المتطرف لتنفيذ عمليات إرهابية , وأنه تردد في الآونة الأخيرة بين هؤلاء كلمة المسجد القدسي والمسجد الأقصى مرتبطة بخطة الانفصال".
ما ذكره هنغبي يتعدى كونه تهديدات إلى كونه توجهات لدى حكومة الاحتلال تسعى من خلالها لقراءة ردود أفعال الشارع أولاً، وثانياً فتح الطريق أمام الرأي العام العالمي للفصل الصوري ما بين الاحتلال من جهة والمتطرفين من جهة أخرى وهذا يعني أنه في حال تم تنفيذ جريمة نسف المسجد الأقصى فسوف تكون حكومة الاحتلال بمنأى عن المساءلة القانونية على المستوى الأممي.
فصول المؤامرة مستمرة، وكان أحدثها وليس آخرها ما نُشر قبل أسابيع بتاريخ 25/07/2006 حول قرار فصل نحو 30 موظفا يعملون في الأوقاف بمدينة القدس، فقد كشف عددٌ من حرَّاس المسجد الأقصى المبارك عن مؤامرة ثلاثية تحاك ضد مدينة القدس الشريف بشكل عام والمسجد الأقصى بشكل خاص من أجل تقويضه والسيطرة عليه وتقسيم المدينة المقدسة وإنهاء ملفها بشكل كامل لصالح الاحتلال، يشترك فيها عدة أطراف ...
خطورة القرار يوضحها أحد الحراس بقوله: "دورنا يتمثل في حماية المسجد الأقصى ومنع دخول اليهود والمستوطنين إليه والتصدي لأي اقتحام قد تقوم به الجماعات المتطرفة، أو لأي هجوم قد يقوم به المستوطنون، وخاصة ممن يؤمنون بوجوب هدم الأقصى لإقامة الهيكل، ولو تطلَّب الأمر أن ندفع أرواحنا رخيصة في سبيله".
وأضاف "منْ يعمل الآن في الحراسة وبأوامر من مسؤوليهم لا يهتمون كثيرا بقضية دخول اليهود للحرم القدسي، ويمنحون الشرطة (الإسرائيلية) تسهيلات غير مبررة للتدخل في شؤون المسجد والحراسة، وهناك تكمن الخطورة، فقد كان يدخل لباحات المسجد 5 مستوطنين يوميا وتحت حراسة شرطية مكثفة وكان الشَّرطُ أن يرافقهم أحدُ الحراس ولا يبتعد عنهم نهائيا، بل يرافقهم في كل خطواتهم إلى حين خروجهم".
لكن الوضع اليوم اختلف، فالإجراءات التي أقرتها الأوقاف بإيعاز من المسؤولين الجدد تتغاضى عن دخول أعداد كبيرة من المتطرفين للحرم قد يتجاوز أعدادهم في غالب الأحيان 400 مستوطن، ولا يقف الأمر عن هذا الحد، بل يسمح لهم بالتجول الحر كما يمنع على الحارس الذي يرافقهم أن يرتدي زيَّه الخاص به وعليه أن يبتعد عنهم مسافة تزيد عن 20 مترا، يقول الحارس: "أي تجاوز لهذه التعليمات يقودونا إلى أقبية التحقيق عند المخابرات (الإسرائيلية)".
ويضيف: "انقلبت الصورة اليوم، فقد بتنا عاجزين عن صد أي اعتداء على المسجد الأقصى بسبب الإجراءات التي تقيدنا، وأصبح بمقدور الشرطي (الإسرائيلي) منع من يشاء من دخول المسجد بدون أي سبب لمجرد أن شكله الخارجي مثلا لا يعجبه، كما أنه قد يسمح لمن يريد بالدخول ولو كان يريد إلحاق الأذى به كالمتطرفين الصهاينة وجنود الاحتلال المسلحين".
محاولات لم ولن تتوقف
محاولات تدمير المسجد الأقصى لم ولن تتوقف، والمواجهة الحالية التي تجري على أرض فلسطين الحبيبة تُسرع في وتيرتها، وبناء الهيكل المزعوم يرون فيه خلاصهم وتحقيقاً لنبؤات مزعومة، والمؤامرة يشترك فيه هذه المرة بعض أبناء جلدتنا، ونحن لا زلنا نشجب وندين ونستنكر ونندد ونطالب ونناشد وندعو!
فمن للأقصى المبارك غير أبناء هذه الأرض المباركة؟ هل نحن أهل لحمل أمانة الحفاظ والدفاع عن المسجد الأقصى؟
وعد الله نافذ ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم نافذ وطال الزمن أو قصر فالأقصى الأسير سيتحرر، ومهما كانت الضغوطات والمؤامرات والمخاطر ستبقى قلوبنا وعقولنا وحناجرنا تصرخ صباح مساء:
في القدس ما كان هيكلهم بل أقصان[/FRAME]</B>